زيارة الرئيس الشرع لأبو ظبي أجبرت بن زايد على حل "اللواء الثامن" العسكري

في وقت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات، أعلن اللواء الثامن في درعا بقيادة أحمد العودة حلّ نفسه.

وبحسب موقع "العدسة بوست" فإن اللواء الثامن هو التشكيل الذي كان يُعدّ رأس الحربة في المشروع الذي أعده…
من هو أحمد العودة؟ ولماذا أصبح خطرًا إقليميًا؟

في بداية الثورة السورية، كان أحمد العودة أحد رموز المعارضة المسلحة، وقاد فصيل “لواء شباب السنة” الذي سيطر على مناطق واسعة في الجنوب. ومنذ ذلك الحين، بدأ الرجل يتلقى دعمًا مباشرًا من غرفة “موك” الأردنية – بتمويل إماراتي – وغطاء استخباراتي إقليمي، ما جعله يتحول إلى قوة مهيمنة في درعا وبصرى الشام.

لكن عام 2018 كان مفصليًا، حين أجرت روسيا صفقة مع الفصائل الجنوبية، وتم تأسيس “اللواء الثامن” بقيادة العودة، تحت غطاء “فيلق الخامس” المدعوم من موسكو. ومنذ ذلك الحين، أصبح العودة مرتبطًا بثلاثة أطراف: روسيا، الإمارات، والأردن – لكن اليد العليا كانت دومًا لأبوظبي.

ورغم إدراجه ضمن مظلة “المصالحة”، رفض العودة لاحقًا طلبات روسيا بالتدخل في معارك إدلب، وحافظ على صورة “الفصيل المعارض المستقل”، لكنه في الواقع كان يُعد لمرحلة جديدة: دور عسكري – سياسي في مرحلة ما بعد الأسد، تحت إشراف مباشر من النظام الإماراتي.👇
النظام الإمارتي والمقامرة الكبرى

مع انغماس روسيا في حرب أوكرانيا وتراجع نفوذها في سوريا، تحرك النظام الإماراتي لملء الفراغ. ووجد في أحمد العودة الأداة المثالية: مقاتل سابق، علاقاته الواسعة، سطوته المحلية، وقدرته على إدارة شبكة مسلحة.

بحسب معلومات موثوقة، فإن رجل الأعمال السوري المقيم في أبوظبي، خالد المحاميد، كان الوسيط والجهة الممولة الأساسية للعودة، وعبره كانت تمر الأموال والتنسيق مع أجهزة الأمن الإماراتية. هدف المشروع كان واضحًا: منع تشكيل سلطة مركزية قوية في دمشق، وزرع مراكز نفوذ موازية، وإبقاء الجنوب في حالة اضطراب دائم.👇
لكن خطة الإمارات لم تكن تقتصر على الجنوب. في لحظة حاسمة من عملية “ردع العدوان”، التي أطلقتها هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع القيادة السورية الجديدة، قام العودة باقتحام مؤسسات النظام البائد في دمشق، وعلى رأسها البنك المركزي، الذي نُهبت بعض موجوداته، والمجمع الأمني في كفرسوسة الذي تم إحراقه.

ثم جاءت المفاجأة الكبرى: تم استدعاء العودة إلى فندق الفورسيزن من قبل السفيرين الإماراتي والسعودي، حيث كانا يُديران غرفة عمليات مشتركة للتصدي لقوات “ردع العدوان”. طلبا من العودة مقاومة التقدم نحو دمشق، لكن الأمر كان قد حُسم.

اتصل به الرئيس الشرع مباشرة، وقال له: “احسم خياراتك… نحن ذاهبون إلى دمشق”، وأغلق الخط. أدرك العودة أن اللعبة انتهت، فانسحب عائدًا إلى درعا.
السعودية تعدّل بوصلتها… والنظام الإماراتي يغرق أكثر

في أعقاب هذا التحول، أدركت السعودية أن الواقع الجديد في سوريا يخدم مصالحها. فصعود قيادة وطنية جديدة تقاتل لتطهير سوريا من الميليشيات الإيرانية وتُضعف ذراع إيران في لبنان، هو مكسب استراتيجي. وبدأت الرياض تُغيّر سياستها تدريجيًا، وبدأت بالتنسيق مع القيادة السورية الجديدة، بينما تراجعت عن أي رهانات سابقة على الفصائل المدعومة خليجيًا.

أما النظام الإماراتي الذي يناصب العداء لكل ما يمت للإسلام السياسي بصلة، فقد استمر في مشروعه الهدّام: دعم بقايا النظام السابق في الساحل، ودعم تحريك بعض الفصائل الكردية لإشعال الشمال، وحرض بعض مشايخ الدروز في السويداء لتبني خيار اللامركزية القابلة للتقسيم.

وكانت أخطر حلقات هذا المشروع هي محاولة تمويل انقلاب في الساحل السوري ضد حكومة دمشق، وهو ما أدى إلى اشتباكات دموية قُتل فيها عدد من عناصر الأمن والجنود، وتبعها عمليات ثأرية أدت إلى مقتل مدنيين، في تصعيد كاد يعيد البلاد إلى نقطة الانفجار الطائفي لولا تدخل القيادة الجديدة سريعًا بحكمة.👇
اليوم، مع تفكك اللواء الثامن، وخروج أحمد العودة من المشهد، يكون النظام الإماراتي قد خسر رهانه الأبرز في سوريا. لم تُسعفه الأموال، ولا الوسطاء، ولا حتى تنسيقه السابق مع أجهزة النظام المتهالك في دمشق، كما فشلت كل حيل اللوبي الصهيوني الأولية.

الأردن والسعودية علمت مؤخرا وبالأدلة أن نظام بن زايد كان شريكا لنظام بشار في تهريب الكبتاغون إلى البلدين، الأمر الذي حشر بن زايد بالزاوية وجعله اخيرا يتنازل عن أحلامه في سوريا التي بدأها بإعادة تدوير نظام بشار الأسد البائد.👇
من حفتر ليبيا إلى “عودة” سوريا.. الفوضى توقيع إماراتي

في كل ساحة، من اليمن إلى ليبيا إلى السودان، كانت الإمارات تسعى لتركيب “قائد عسكري موثوق” يخدم أجنداتها، ويدفع باتجاه تقسيم الدول وإضعاف الحكومات المركزية. وأرادت أن تفعل الشيء ذاته في سوريا عبر أحمد العودة.

لكن سوريا أثبتت أنها ليست للبيع. والشارع السوري لم يعد يقبل مشاريع الخارج، سواء جاءت من طهران أو من أبوظبي.

وها هو “حفتر سوريا” يعود خائبًا، والمال الإماراتي يُطوى في خزائن من خسر المعركة، والجيش الذي أرادوه حصان طروادة لحكم عسكري جديد، يُحلّ نفسه بلا معركة، وبلا بيان، وبلا حتى اعتذار.

أما الإمارات، فقد كُشف غطاؤها، وسقطت أوراق التوت عن مشروعها الصهيوني المتنقل… من تل أبيب إلى السويداء إلى بصرى الشام
You can follow @AbdAlhamed_kotb.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: