[ثريد]
- الأصول الخفية للإسلام -
- لغة القرآن: قرآن أعجمي؟! -
القرآن نزل "بلسان عربي" وكلمة "لسان" على عكس ما يظن البعض تختلف عن كلمة "لغة"،
فاللسان هو "لهجة" وتحليل النصوص القرآنية فلولوجياً [فقة اللغات المقارن] ومعرفة الأصول اللغوية لبعض الكلمات سيساعدنا كثيراً على فهم المحيط الثقافي الذي نشأ فيه القرآن.
يقول المستشرق والمؤرخ والباحث القدير مينجانا: أن القرآن يغلب علية الطابع السرياني في نصوصه من حيث الكلمات الأجنبية؛ حيث تشكل الكلمات السريانية حوالي ٧٠٪ منه! واللغة العبرية حوالي ١٠٪ بالأضافة للكلمات اليونانية والأثيوبية.
ويُكمل ويقول: أن تأثير اللغة السريانية على القرآن تأخذ عدة أوجه: (اسماء الأعلام، المصطلحات الدينية، الكلمات العامة، الإملاء، بناء الجمل، الإحالات التاريخية الأجنبية)

والأن سأحاول أن ألخص لكم بعض الأمثلة لبعض المصطلحات والكلمات الأعجمية (خصوصاً السريانية) في القرآن.
- كلمة "قرآن" أصلها، ومعناها:

أختلف الفقهاء في معنى الكلمة؛ فمنهم من قال أنها مشتقة من الفعل "قرأ"، ولكن هناك من عارض هذا الرأي مثل الأمام الشافعي؛

هي كلمة ذات جذر سريانية ܩܶܪܝܳܢܳܐ وتُنطق "قريانا"، وتعني (كتاب القراءات المقدس) وهي كلمة ليتورجيا.
- كلمة "طور" أصلها، ومعناها:

وردت كلمة طور في العديد من المواضع في القرآن، وفسرها الفقهاء بمعنى "جبل"

وهذا صحيح؛ ولكن هي بالأصل ليست كلمة عربية - فاللغة العربية تقول لفظ "جبل" وليس "طور"

في الحقيقة هي كلمة سريانية معروفة ܛܽܘܼܪܳܐ تُنطق "طورا"
- كلمة "نصارى" أصولها، ومعناها:

يطلق على المسيحيين في القرآن "نصارى" وهي كلمة ذات جذر سرياني ܝܝܨܪܝܐ وتُنطق "نصاريا"

ولا يوجد أي لغة أخرى بجانب السريانية تطلق على المسيحيين نصارى؛ وهذا يختلف تماماً عن "ناصريين".
هناك العديد من الوثائق القديمة تذكر هذا اللفظ كما كان يلقب المطران "شمعون البرصباعي" بـ"كبير النصارى" حيث كان بطريرك عظيم لكنيسة المشرق.

يقول مينجانا: "مما لاشك فية ان لفظ "نصارى" كان يطلق على المسيحيين في الأمبراطورية الفارسية والرومانية من قِبَل غير المسيحيين"
وبعيداً عن الكلمات سريانية الجذر؛ حتى طريقة الكتابة القرآنية بعض الكلمات يتشابهة مع السريانية كلمة مثل صلاة تُكتب "صلوة" وليس صلىٰة - وهذه الصياغة هي سريانية صلوة ܨܠܰܘ̈ܳܬ̥ܳܐ

وكذلك الأمر مع كلمة حياة والتي تُكتب "حيوة" وليس "حيىٰة" صياغتها سريانية حيوة ܚܰܝܽܘܼܬ̥ܳܐ
- تفسير مقترح للحروف المقطعة -
الفواتح القرآنية او "الحروف المقطعة" لطالما كانت لغزاً؛ وأختلف الفقهاء في تأويلها، ومنهم من قال أن معناها "لا يعمله إلا الله"

سأحاول في هذه الجزئية طرح تفسير مقترح للحروف المقطعة على إعتبار أن هذه الحروف هي إختصار لكلمات.
- تفسير مقترح لـ"ألــر"

أ/ܐ - ل/ܠ - ر/ܡ [ܐܠܡ]

والتي يمكن أن تكون إختصاراً
لـ"ܐܡܪ‌ ܠܝ ܡܪܝܐ" تُنطق (إيمار لي ماريا)

- وتعني "قال لي السيد الرب"؛ وهو تعبير موجود في الكتاب المقدس: "فقالَ لِيَ الرَّبّ" - (عا ٧-٨)
- تفسير مقترح لـ"عــسق"

ع/ܥ - س/ܫ - ق/ܩ [ܥܫܩ]

والتي يمكن ان تكون إختصاراً
لـ"ܥܠܐ ܫܡܗ ܩܕܝܫܐ" تُنطق (لا شمية قاديشا)

- وتعني "علا أسم القدوس"
- تفسير مقترح لـ"حـــم"

ح/ܚ - م/ܡ [ܚܡ]

والتي يمكن ان تكون إختصاراً
لـ"ܚܝܘܼ ܡܪܝܐ" وتُنطق (حايا هو ماريا)

- وتعني "حي هو الرب"؛
حدثني عليّ قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قال: (حم): قسم أقسمه الله، وهو اسم من أسماء الله.
- القرآن والأدب السرياني: أصحاب الكهف -
دراسة مقارنة بين قصة أصحاب الكهف الواردة في القرآن، وبين تلك التي في التراث المسيحي-السرياني التي سبقت الإسلام.
أصول تلك القصة كانت محل خلاف لسنوات لكن الرأي الراجح أنها قصة ذات أصول يونانية؛ وسرعان ما أنتشرت وأصبحت شائعة تُرجمت إلى عدة لغات وتناقلت شفهياً.

القصة الأسلامية أقرب ما تكون للنسخة السريانية للقصة التي كتبها يعقوب السروجي في بداية القرن السادس: ܬܫܥܝܬܐ ܕܫ̈ܒܥܐ ܛܠܝܐ ܘܣܗ̈ܕܐ
في القصة السريانية وفقاً لميمر يعقوب السروجي: فإن هؤلاء الفتية رفضوا عبادات قومهم الوثنية وتقديم القرابين لهم، وهربوا من الملك حتى لا يجبروا على الرجوع لدين شعبهم:
ابن الكامل ܚܒܖ̈ܘܗ حبراوي السبعة تحدث:

"لن نسجد لهذه الاصنام الصماء، عمل البشر؛
ربنا هو الرب ماريا ܡܪܝܐ السماوات سوف يساعدنا، له سنسجد ونطهر قلوبنا
ملكك هو زيوس وأبولو وأرتميس
ملكنا نحن الاب والابن والروح القدس."
وهذا مشابهة لما ورد في القرآن حيث يقول:

{فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً}
بحسب يعقوب السروجي فإن الفتية قاموا بنقش لوحة عليها أسمائهم وسبب دخولهم الكهف والوقت الذي هربوا فية من الملك كدليل موثق على المعجزة.

وعندما وجد الأمبراطور "ثيودوسيوس الكهف وجد لوحة الدليل وقرأها وقال: "يا ترى لماذا دخل هؤلاء الفتية إلى الكهف ليختبئوا"
وهذا مشابهة لما في للقصة القرآنية: {أم حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا}

و ورد في تفسير الطبري لـ"الرقيم":

قال ابن عباس: ما أدري ما الرقيم، أكتاب، أم بنيان؟
وأولى هذه الأقوال بالصواب في الرقيم أن يكون معنيا به: لوح، أو حجر، أو شيء كُتب فيه كتاب.
في التاريخ الكنسي لـ"زكريا الملطيني" يقول أن الإمبراطور الروماني قام ببناء ܒܶܝܬ̥ ܨܠܽܘܿܬ̥ܳܐ على الكهف إكراماً لهم وتُنطق "بيت صلوتا" وتعني معبد أو بيت صلاة؛

وهذا مشابة للقصة القرآنية حيث يقول: {قالَ الَّذينَ غَلَبوا عَلى أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِم مَسجِدً}
نجد في القصة القرآنية عدم ذكر لتفاصيل من حيث عدد الفتية الذين مكثوا في الكهف: {قل الله أعلم بما لبثوا}

بحسب التراث السريانية هناك أختلافات في عدد هؤلاء الفتية؛ فبحسب يعقوب السروجي عدد الفتية هو 8 ولكن في التاريخ الكنسي لزكريا المليطيني عددهم هو 7
وكذلك الأمر مع عدد السنين
- القرآن والأدب السرياني: وصف الجنة -
في هذه الجزئية سأقوم بعمل مقارنة بين الأدب السرياني "أناشيد الفردوس" للقديس "مار أفرام" والتي هي أناشيد تصف الجنة مع الوصف القرآني لها.
{مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} - (الكهف: ١٣)

[أمَّا قوارسُ البَرْدِ، ولواهبُ الحَرِّ
فلا وُجودَ لها في ذلك الموضِع المباركِ] الشَّهيّ.
إنَّه لَميناءُ المسَرَّات، ومَحطُّ اللَّذَّات
- (منظومة الفردوس ٢:١١)
﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ فيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم} - (محمد: ١٥)
"هناك الشهور لا ينضب معين إيلادها.
فشهر يحمل الثمر وجاره الزهر.
هناك تتفجر وتدفق ينابيع اللذات:
[الخمر واللبن والعسل] والزبد"
- (منظومة الفردوس ٢:١١)
وهناك أيضاً ما لفت نظري؛ وهو تشابهة صياغة حديث في البخاري مع أحد أناشيد مار أفرام

{مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ولَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ} - البخاري: 5575

"من صامَ عن الخَمْرِ زاهداً
هَفَّتْ إليه دَوالي الفِردَوس
واحدةً فواحدة تُنيلهُ عُنقُودَها."
References:

- The Qur'an in It's Historical Context, Gabriel S. Reynolds

- The Syriac Influence On The Style of The Qur'an, Alphonso Mingana

- Syriac Liturgy and the “Mysterious Letters” in the Qur’ān, Christoph Luxenberg

- The Syrio-Aramic Reading Of the Koran, C. Lux
You can follow @ichbinjoker.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: