بمناسبة ذكرى وفاة عبد الناصر، بعيدا عن التقييمات والخصومات والحساسيات، انا من أكثر الأشياء التي سمعتها عنه فكرة انه "أعاد الكرامة للمصريين، واول مصري حكم مصر منذ عهد الفراعنة" ودي فكرة الحقيقة بالنسبة لي شديدة الغرابة لسببين
الأول، جايز مفهومي للكرامة مختلف، لكن أي كرامة تحديدا؟ يعني لو القضية هي احتفاء بإن جلادي مصري بدل ما كان انجليزي فدة مش وطنية الحقيقة، دة fetish.. انا ممكن أتفهم فكرة ان احتمالات حكم المصريين لأنفسهم زادت بوجود مصري - هنرجع للنقطة دي لاحقا- على رأس الدولة ففي أمل للباقي
فأهي خطوة للأمام، لكن اظن ان مسار الحوادث اثبت حتى الآن إن حكم عامة المصريين لأنفسهم سيتحقق ان شاء الله بعد نحو شهر ونصف من مرور الجملِ في سَم الخياط.. بالتالي فكرة الكرامة الوطنية الممثلة في حكمه والحرية هنا غامضة بالنسبة لي.. دة نظام - ليس شخصه فقط ولكن شخصه بحاشيته- كان رؤيته
للحرية والكرامة الوطنية شديدة الخصوصية.. ربما وضعها في إطارها الزمني يجعلها اقل رداءة لكنها كانت رديئة وممجوجة ومعوجة بمعايير زمنها.. هي حرية اختيار خيار وحيد، اختلافه عن سلفه في اختلاف الخيار ذاته وليس في اختلاف الحق في الاختيار. وفي الاخر الخيار دة بيبات في نفس الحيز من المواطن
ثانيا، نقطة اول حاكم مصري.. انا عارف ان دي نقطة حديثة شوية، بس هو المصري دة هو مين؟ من قال انا مصري؟ من ولد في مصر؟ من عاش في مصر؟ من تحدث العربية وأكل الفول وصك الايفيه وشجع المنتخب؟ أصل تطبيق المعايير دي ضروري قبل ما نقرر مين كان أول مصري ومين كان مدرب اجنبي
عموما هي كانت مجرد تساؤلات بلا قيمة، لأنه في النهاية اجابتها لن تغير شيء ولن تزحزح احد من المؤمنين - او الكافرين- عن معبده.. فسكرول داون اخي الكريم وتجاوز عن هذا الهراء وخلاص