*ثريد عن الديالكتيك المادي وشلون هالمفهوم يساعدنا نفهم أحداث العالم*

الديالكتيك يرى العالم مترابط ترابط كلي داخلي ولذلك فأن الظواهر (كإضطهاد المرأة والاحتباس الحراري مثلا)ليست أحداث منفصلة إنما متصلة ببعضها. كي نفهم الجزيئات (الأحداث) يجب أن نفهم الترابط الكلي للموضوعات المادية.
التناقضات هي مبدأ أساسي للديالكتيك:
الترابط الكلي مكون من أجزاء وكل جزء يحتوي في داخله تناقضات محددة ينتج من تفاعلها الشكل المحدد للجزء نفسه.

خلنا ننظر لعلاقات الجندر:
لو قلنا الرجل يمتلك قوة مطلقة فهذا لأنه سلب قوة من المرأة.. أي أنه بالضرورة يستمد قوته من استضعاف المرأة. ليش؟
لأن القوة بصورها المختلفة لا تنتج من فراغ ولا تختفي، هي دايما موجودة ولكن داينميات الصراع الجندري تحدد من يمتلك هذه القوة ومن يخضع لها.

بمعنى: ليس من الممكن أن تكسب المرأة قوة حقيقية في المجتمع طالما الرجل لا زال يمتلك القوة المطلقة (من وين بنييب قوة اكسترا نعطيها المرأة؟ 🤔)
مثال ثاني: الإنسان فقط يصير غني لما غيره يصير فقير لأن الربح (الإيرادات - الكلفة (واللي تشمل رواتب العمال مثل ما علمونا في المدرسة)) يزيد كل ما قلت الكلفة وزادت الإيرادات، بمعنى كل ما زادت إنتاجية العمال وقلت رواتبهم نسبياً كل صار صاحب المال أغنى (أمازون مثال رائع على هالظاهرة).
بناء على هذا التناقض الموجود داخل الجزئيات.. مثل ما قوة الرجل المطلقة تحتاج اضطهاد النساء عشان تكون ممكنة، الغنى يحتاج الفقر عشان يكون وجوده ممكن.

ولذلك عشان يتحقق العدل لازم الرجل يخسر قوة والمرأة تكسب قوة ولازم الغني يخسر أموال والفقير يكسب أموال.

سهلة صح؟ لا كلش مو سهلة.
لأن هالمثالين (أو الجزيئات) وتناقضاتهم هم جزء من تناقض أساسي وشمولي في المجتمع بين البرجوازيين والعمال.

ديالكتيك ماركس *مادي* قبل كل شيء، أي يرى أن البنية الأساسية للمجتمع (في صورته الرأسمالية) تتكون من مواد وعلاقات الإنتاج (أي العلاقات الطبقية) والملكية الخاصة ورأس المال الخ
هذه البنية الأساسية تقوم بتشكيل بنية فوقية ليست متربطة بالانتاج بشكل مباشر ولكنها تحافظ على علاقاته. مثل:

- الإعلام اللي يقول لنا أن الفقير عبء على الدولة
- العائلة اللي تقول حق البنت أن العمل المنزلي مسؤوليتها
-المدرسة اللي تعلم الأطفال أن الرأسمالية تشجع على المنافسة، الخ
العلاقة الديالكتيكية بين البنية الأساسية المتعلقة بالانتاج والبنية الفوقية الغير متعلقة بالانتاج هي إن الأولى تُشكل وتحافظ على موازين القوى داخل تناقضات الأجزاء الموجودة في البنية الفوقية، والبنية الفوقية في نفس الوقت تحافظ على علاقات الإنتاج من خلال عملها الايديولوجي والمؤسساتي
لما نفهم الترابط الكلي والذي في صورته الحالية تحدده العلاقات الإنتاجية تحت الرأسمالية، وكيف تناقضاتها تحدد ميزان القوة في التناقضات الموجودة داخل الأجزاء نفسها (مثل علاقات الجندر) يتوضح لنا ليش لما نلوم الرأسمالية على كل شي هذي مو مبالغة إنما نتيجة لهذا الفهم الديالكتيكي المادي.
You can follow @Dabyaaa_.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: