ثريد|
لطالما كان الشِعرُ رفيقًا لقلبي في مواقف كثيرة، فهو كالصاحب الوفيّ المؤنس، أجد الأبيات تشاركني كل حَدَث، فعندما أحزَن أتذكّرُ قول الشاعر:
"دَعِ الأيام تفعل ما تشاءُ
وطِب نفسًا إذا حكَم القضاءُ
ولا تجزع لحادثةِ الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاءُ"
فتأنَس نفسي ويتسلّل إليها الأمل
وعندما يحاصرني اليأس، ويخفت النور في داخلي، أتذكّرُ قول الشاعر:
"سيُفتَح بابٌ إذا سُدّ باب
نعم وتهون الأمور الصِعاب
مع العُسرِ يُسران هوِّن عليك
فلا الهَمّ يُجدي ولا الاكتئاب"
فيبدأ الضياء بأخذ طريقه نحو قلبي، وتنقشع تلك الغمامة الثقيلة عن صدري، وأتنفّسُ الصعداء..
وعندما أجدُ النُكران ممن لم أُقصِّر معهم، وجحود بلا سبب، أتذكر قول الشاعر:
"هوِّن عليك فلست أول صادقٍ
يرميه إحسان الظنون بمأزقِ
هوِّن عليك وقُل خطيئة مُحسِنٍ
رامَ الوفاء فكان غير موفّقِ"
فأرحلُ عن تلك الأراضي بقلبٍ مُطمئن، قلب توسّم الخير والوفاء في أرضٍ جدباء لكن نظرتهُ هباء!
وعندما أرى تقلُّب الزمن، وعدم دوامه على حال، قد يُصبِح الإنسان على فرَح، ويُمسِي على ترَح، أدركُ أخيرًا أن الرضا هو بوابة الراحة والسكينة والطمأنينة، ويؤكد لي هذا المعنى قول الشاعر:
ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاءُ
إِذا ما كُنت ذا قلبٍ قنوعٍ
فأنت ومالك الدنيا سواءُ
وفي المواقف التي أعبرها الكثير، والكثير من الأبيات تقاسمني لحظاتي، تتقافز إلى ذهني من تلقاء نفسها، كأصدقاء أوفياء، فترسم بسمة، أو تمسح دمعة، أو تبدي شعور، أو تُسرج نور، وكنتُ ولا زلتُ وسأبقى مُمتنّة للشِعر وأثرهُ في أعماقي.
"الشِعر فَنّ لا تزال ضروبهُ
تتلو الشعور بألسُن الموسيقى"
You can follow @ShrooqAlquwaie.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: