سلسلة تغريدات // عن مدينة الحرير ومشروع المنطقة الشمالية في الكويت، من ناحية استدامة المدينة بنظرة اجتماعية سياسية. (تم نشرها مؤخراً في الإصدار السنوي لمركز الخليج لسياسات التنمية)
في البداية، يمكنكم الاطلاع على الورقة البحثية كاملة من هذا الرابط: https://gulfpolicies.org/2019-05-18-07-30-16/2019-05-18-10-13-53/202020/2414-2-6 وفي هذة السلسلة من التغريدات، سأتطرق الى سبب كتابتي لهذة الورقة البحثية والمعطيات التي دفعتني لذلك.
جاء اختيار هذة الورقة البحثية، بعد لقاء وحديث بيني وبين عمر الشهابي عن الاصدار الجديد خلال منتصف سنة ٢٠١٩، وكنا نتحدث عن مشروع مدينة الحرير وهويته. وفي تلك الفترة كان مجلس الامة يناقش المشروع في لجانه ويظهر على صفحات الجرائد بكثرة.
من خلال ورقتي، انظر الى المشروع من الناحية السياسية والاجتماعية، فما كان يدور في رأسي من اسئلة آنذاك تمحورت حول: ما هو حق المجتمع في المدينة؟ من يملك قرار صنع المدينة في وقتنا الحديث، وفي الكويت تحديداً؟ وماذا تمثل لنا هذة المدينة؟
وبالإضافة الى ذلك، مقارنة هذة المدينة المتخيلة بمدينتنا الحالية التي نعيشها (مدينة الكويت) وبالمقارنة مع حولنا (دبي، ونيوم): هل هناك تقاطعات بين مدينة الحرير والمشاريع الخليجية حولنا؟
هذة الأسئلة صعب الاجابة عنها في ورقة بحثية واحدة، فهناك الكثير من التفاصيل والتفاسير التي يجب ان تؤخذ بالحسبان اثناء البحث عن اجابة لكل هذة التساؤلات، لذلك ابدأ الورقة بالنظر للماضي بشكل مبسط لشرح العلاقة بين المجتمع والسلطة.
ثم بعد ذلك، أركز على احداث الفترة الحالية والتسلسل التاريخي لمشروع مدينة الحرير الذي بدأ من السبعينات وعاد مجدداً للظهور بعد ٢٠١١ وتحويلها من مجرد مدينة سكانية الى مشروع اقتصادي ضخم.
أما التغيير الاكبر في المشروع كان من خلال دمجها مع خطة التنمية “كويت جديدة ٢٠٣٥” وتحدديها كأحد المشاريع المهمة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الموارد النفطية، وبالتزامن مع دخول الشيخ ناصر صباح الاحمد الى التشكيل الوزراي للدفع بعجلة القرار السياسي.
محور الورقة يدور حول المشاركة (او عدم المشاركة) في صنع القرار، وهل نحن فعلاً جزء من هذا القرار؟ أم ان هذة المشاريع الضخمة تعكس حالة صنع القرار الخليجية والمتمثلة في فرض هذة المشاريع دون النظر الى المشاركة المجتمعية او تعزيز دور المجتمع المدني.
وفي حالة مشروع الشمال، نجد ان التمثيل المدني والمشاركة المجتمعية صورية بعض الشيء ومتمثلة بجزء وعينة احادية من المجتمع (على سبيل المثال: الكويتيين، او الطبقة النخبوية التجارية)، بينما يتم غض النظر عن الفئة الاكبر وهم المقيمين من باقي الجنسيات وعديمي الجنسية (البدون).
إن الخطاب المستخدم في التسويق لهذة المدينة يتمحور حول نقطتين: ١) واقع نعيشة من اعتمادنا على النفط، لذا علينا الدفع بتنويع الاقتصاد. ٢) اعادة احياء كويت القديمة واعادة تصور للهوية الحضارية بأننا كنا ميناء جامع لهويات متعددة قبل النفط.
لكن بالنظر لواقع اليوم، والاحداث التي نعيشها حالياً، نجد ان هاتين النقطتين لا يتقاطعون. فالسلطة بقرار انشاء مدينة الحرير ومشروع الشمال، تنازلت عن قوانين اخرى مثل الكفالة، لكي تدفع بعجلة التنمية الاقتصادية دون النظر الى المدينة الحالية التي نعيشها، ماذا عن مدينة الكويت؟
لذا من خلال الورقة، ابحث عن علاقة هاتين النقطتين مع مدينة الحرير، فأجد أن مشروع المنطقة الشمالية لا يعدو كونه مشروعاً لمدينة حديثة تعزز من التباعد الاجتماعي بين أطياف المجتمع ككل، ويعيد تكريس فكرة المدينة المؤقتة دون إعادة النظر في قوانين الجنسية والإقامة.
وعليه، اذا كان القرار يخص مشاريع مصيرية مثل انشاء المدينة، فالمدينة عبارة عن مباني، ومساحات، وخليط من البشر. إذن مشاركة الإنسان في القرار الذي سيحدد مستقبل حركته، وإحساسه، وموطنه، هو أساس الاستدامة.