الثريد النهائي. ثريد الثريدز. أو الـmeta-thread.

(Disclaimer: might be offending to some audiences)
أنا عملت الأكاونت دا في فبراير 2014. فكرة الأكاونت هي الحفاظ قدر الإمكان على الخصوصية لأن الحقيقة دا تاني أكاونت، الأولاني كان باسمي وشخصيتي الحقيقية وماكنتش باستخدمه كتير لأن الناس اللي كنت أعرفهم هنا كانوا تقريبا هم نفسهم اللي في الواقع.
فشوية شوية الموضوع بقى خانق وممل جدا خاصة مع نقاشات (خناقات؟) فترة ما بعد يناير 2011 لأنها كانت بتمتد لبرا الإنترنت. مثلا كنت ألاقي ناس تجيلي تقول لي " ايه اللي إنت كنت كاتبه امبارح دا؟" أو "إنت كان قصدك مين لما كتبت كذا على تويتر؟".
فتجنبا للخطأ السابق، وبحثا عن مزيد من المرح قررت اختلاق شخصية ضيقة الأفق وسخيفة ورخمة وهي البطريق. آراء مزعجة ونكت سمجة وتريأة غير صائبة سياسيا وأحكام مسبقة وتنميط. ليه؟ just for the fun of it وكنوع من الـ alter ego شوية.
الخطوط الحمراء الأساسية اللي حاولت دايما ماخرجش عنها (وأرجو إني أكون نجحت) هي مبادئي الشخصية (حتى وأنا أكاونت مجهل وأقدر أقول اللي أنا عاوزه) وهي: مفيش شتايم، مفيش تريأة على مظهر أو شكل، ومفيش نشر لمعلومات شخصية. غير كدا fair game.
أنا من أنصار الرقابة الذاتية المتحمسين، وإلا كنت استغليت إن ما حدش عارف أنا مين هنا وشتمت وأهنت وفضحت، خاصة إن فيه ناس هنا أعرفهم في الحقيقة بس هم ما يعرفوش إن دا أنا (أسف، مش حاجة لطيفة مني، بس مريحة بصراحة).
بالتالي الاستفزاز والسخافة والدعابات السمجة كانوا متعمدين، فيه ناس تقبلتهم وناس ما فهمتهمش وناس حسوا بالإهانة وعملوا بلوك وناس شتمت. الحقيقة إني بعد شوية صغيرين أدركت إن الموضوع تحول لتجربة اجتماعية مسلية وليها تحليل وتفسيرات جد جداً.
مثلا إن معظم (وليس كل) الناس هنا بيعظوا بما لا يفعلوا كشعراء الجاهلية: "ما تحكمش على حد" وهم نازلين تحديف أحكام على الناس، "كل واحد حر" وهم نازلين تريأة على الناس شكلاً وموضوعاً. والظريف إن كل واحد مقتنع إنه ما حصلش (وهو حصل قبل كدا كتير).
بالمناسبة التعصب والتفرقة الطبقية منتشرة على تويتر هنا بشكل مرضي، لأ ومقبولة بشكل ضمني كمان، حتى من أشد مدعي التفتح هنا. ليها أشكال حميدة شوية زي الشللية وأشكال أكثر قبحاً زي اللجان والمريدين المتعصبين للمشاهير واللي ليهم الفولورز بالk.
حتى ألتراز الحرية الشخصية إياهم بتوع "وايه المشكلة؟" معظمهم بيدور في فلك الناس اللي شبهه أفكاراً وطبقة ويقابل أي نقاش أو رأي لا يوافق هواه بالتمترس الفكري والاستنجاد بأبناء جلدته واللجوء للسلاحين السريين الناجحين دائماً: السخرية والبذاءة.
نادرا ما قابلت حد هنا بيعرف يناقش أو يحترم النقاش. معظم الناس مش جاية تتفاهم ولا تعرف وجهات نظر، هم جايين يلموا approval يا يشعروا بالإهانة بشكل أو بأخر ويعملوا بلوك. وللطرافة دول أكتر فئة هاتلاقيهم شايفين نفسهم "أنا ناضج جدا يخرب عقلي!"
يحضرني مثال هنا لأستاذة كان فيه نقاش عادي جدا ما بيني وبينها وبين شخص تالت راحت عاملالنا إحنا الاتنين بلوك لما الشخص التالت اختلف معاها شوية، كدا على طول بلا مقدمات (وكنت أنا نفس وجهة نظرها في النقاش بالمناسبة. Go figure).
نظرية "أنا فاتحة الأكاونت دا من موبايلي والإنترنت اللي أنا دافعة فلوسه، يا توافقني وتمدح كلامي وتفكيري دايما يا إما بلوك على طول. بلا وجع دماغ."
بالمناسبة تويتر بيئة غير صحية على الإطلاق (توكسيك يعني، مفهومة كدا هه؟)، ومتصمم لكدا مش صدفة ولا بسوء استخدام. هو معمول عشان كله يدخل في كله. يعني مثلا يسمح لطفلة 13 سنة تكلم راجل عنده 43 سنة ويبعتلها حاجات تضحك وفيديوهات تزغزغ وكلام يدوخ.
فهي بيئة مصممة لتداخل كل الفئات بشكل مبالغ فيه وبدون أي تنسيق (أو رقابة). نصابين على دكاترة جامعة على طلبة مدارس على متحرشين على إرهابيين على ناس محترمة على فتيات ليل على نشطاء حقوقيين. في الواقع كدا برضو طبعا، بس هنا التجربة مكثفة ومشجعة ومفعولها أعمق.
والأغلب الأعم هنا هم الناس اللي عندهم inflated sense of self-importance وعاملين إنهم مهمين وجد وناضجين أوي، وفي نفس الوقت ظرفاء أوي وبيضحكوا أوي يخرب عقلهم.
التناقض المضحك دا بيخليك تلاقي الناس دي لو هزارك جه على نقط معينة يطلعوا وش الجد القافش و"إنت إزاى تهزر في الموضوع دا؟ إنت تعرفني أسلن!"، بس لو كلمتهم جد زيادة عن جدهم يقولولك "فيه ايه إحنا جايين نهزر، إنت جي تعمل دكتوراه هنا ولا ايه؟".
والبيو والصورة لازم يبين أد ايه إحنا ناس جامدة جداً وناجحة جدا ومين قدنا وماحدش يهمنا والpinned tweet بتاعتنا جايبة مشعارفكام k retweets ومسيطرين بالبلوك على الhaters وعفوا نحن نقبل الانتباه والمدح فقط ونعاني من متلازمة "notice me, senpai".
والكثير من الاضطرابات النفسية وأهمها الـ HPD وجمع اللايكس وتربية الفولورز وعبادة الفيراليتي والرغبة الملحة في التعليق على الأحداث العالمية والمحلية والتريندز ومخاطبة الفولورز بـ"ياولاد" وما شابهها من أعراض الsocial media over-exposure التي تستلزم العلاج وينكرها المريض بشدة.
وفئة الsocial media gurus من العاملين بيلا كورة وفي الجول وزملاء وزميلات صمر وميرنا اللي ماحدش عارف هم verified ليه بالظبط وما هي الadded value التي يقدمونها للفضاء السيبراني باستثناء حسهم الفكاهي شديد الإضحاك طبقا لتأكيد أصحابهم طبعا.
والمشاهير أمثال علياء جاد الميديكو الشقية التي تطل علينا من سويسرا لكي تتكرم علينا نحن الشرق-أوسطيين الجهلة ذكوراً وإناثاً بالنصح والإرشاد النفسي والطبي وأخر ما توصل له العلم في بلاد برا عن طريق فيديوهاتها وتويتاتها العلمية الsolidly referenced دائما.
وخبراء ويكيبيديا وجوجل التويتريين اللي يقروا في الموضوع نص ساعة بس يحصلوك وإنت بتدرسه بقالك 12 سنة (بكالوريوس وماجستير ودكتوراه) ويناقشوك فيه بثقة يهتز منها أرباع العلماء اللي زيك (مثال: محامي وطبيبة هنا شرحولي باستفاضة تأثير زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء).
أذكر هنا رسامة شابة بيضاء البشرة إدتني محاضرة مطولة في حقوق سمر البشرة لما قلت إني مش حاسس بالإهانة إن ميريام فارس دهنت وشها بني في سكتش راقص وشرحتلي في ثريد مدى فداحة عنصريتي ضد الأفارقة السمر (ودي نكتة هايقدرها اللي عارفني أو قابلني).
ولازم أذكر برضو الشاب الرومانسي المنسي اللي تطوع بالانضمام ليها، لأنه الحقيقة يعتبر ممثل لفئة صيادي المية العكرة من الشباب الحنين مدعي الفيمينيزم اللي هم بتوع "سيبك منه يا بنتي مش عارف إزاي فيه متخلفين لسا بيفكروا كدا. المهم هنشوفك إمتى؟"
بالمناسبة شفت إن مؤخرا برضو كان فيه موضوع البنت بتاعة تيك توك اللي انبرى متحمسي الحرية الشخصية في الدفاع عنها حتى بعد ما اتضح إن الموضوع مطبوخ. دي حاجة مشابهة برضو: مبدأ "لا لا اسمع كلامي إنت عندك مشكلة، إيش فهمك إنت! أنا اللي شايفها!"
الناس الأوصياء الدون-كيخوتيين المدافعين عن قضايا غيرهم بالعافية اللي يا ريت يسمحولي أدعوهم بلطف (هم والرسامة الليي شايفها موهوبة فعلاً لو وصلها الكلام دا يعني) للتفكر في المقولة الشهيرة المنسوبة للأخ فرانسوا رينيه دو شاتوبريان: لا تكن ملكيا أكثر من الملك.
بس فيه برضو ناس عدلة، أسوياء بيهزروا ويقبلوا الهزار، مش شايفين نفسهم محور الكون ولا ماشيين يطلبوا من الناس يحسسوهم بأهميتهم ولا واخدين نفسهم جد أكتر من اللازم. ناس شافوا شخص حقيقي ورا persona البطريق السمج. فهموا النكتة يعني.
دول أهم ناس بالنسبة لي هنا، والشيء المشترك ما بينهم في رأيي هو الطبيعية وعدم ادعاء المثالية وأفتكر إن كلهم ليهم قيمة ومهمين في الحياة الحقيقية (بمقاييس المجتمع مش مقاييسي أنا بس) حتى لو مش مبينين دا هنا. دول أشكرهم ليهم تحياتي واحترامي فعلاً.
أنا مش عاوز أنسى حد بس اللي أتشرفت بمعرفتهم هنا بشكل شخصي (وأرجو يكون الشعور متبادل) هم غالبا اللي جالهم أو جالي منهم DM الفترة اللي فاتت، هحاول أعمل منشن لكل اللي أفتكره (وهانسى نصهم أنا عارف).
ودول ناس عملتلهم فولو لأسباب تتعلق بموهبة فنية أو رياضية أو موسيقية أو إبداعية بشكل عام:
@Barbatoze @KShedeeed @AbdallahMuhamad @IGhareib @missNMSI @Noor_Albasrii @makhlouz @Nancy_Mounir @YasichuGames @lalianah @RaneemElWelily @MidooDj @itsdeenasaur @artist_sara @FaridaOsman
@SevenSamy @metahatem @bizcartoons

الله يرحمه
@Alycature
الله يرحمه
@Ternz
وكان فيه ناس ليهم اعتراض أو شايفني زودتها وقالولي وسألوني وطلبوا اعتذار (والوضوح دا من الحاجات اللي باقدرها جدا) وناس تانية ماكانوش بنفس الوضوح على عكس انطباعي المبدئي عنهم و ناس تالتة شعروا بالإهانة أو اتضايقوا من سكات فعملوا أنفولو أو بلوك (دا كان الجانب المحزن في التجربة هنا).
فكرت أثير البلبلة شوية وأعمل منشن شرير للناس اللي أعرفهم في الحقيقة أو إتقابلنا أو حتى عرفتهم سابقاً وتفرقت الطرق بس هم ما يعرفوش إن دا أنا هنا (وفيه منهم ما كانوش حتى بيعبروني لما أمنشنهم هنا) بس صرفت نظر دلوقتي حالاً منعاً لإحراجهم أو اكتساب مزيد من الأعداء.
المهم، وبعد الزقة الأخيرة بتاعت وفاة نبيل الله يرحمه، قررت إن كفاية تويتر كدا بالنسبة للبطريق، يمكن دا يخليه مكان أحسن بالنسبة للناس اللي تويتر بالنسبة لهم متنفس مهم أو وحيد (ودا مفهوم). أنا شخصيا بالنسبة لي كان pastime activity مش بطال.
شكراً أو آسف (إختر ما يناسبك)

تتلقى إدارة الأكاونت أسئلتكم واستفساراتكم فقط لمدة 48 ساعة ولا حاجة. نشكركم على حسن استماعكم ونرجو ألا نكون قد أزعجناكم كثيراً.

I hope I wasn’t overly offending.
اه حاجة أخيرة: فيه شخص هنا اسمه مصطفى الأنصاري @__MAN_
الشخص دا شتمني بالأهل شتيمة شديدة البذاءة بدون داعي. أنا عادة باتجاهل الشتايم (خاصة أونلاين) بس الشتيمة دي والشخص دا بالذات مش مسامحه.
مبروك عليكم تويتر النظيف ويتربى في عزكم.

لو كان لي أن أنصح نصيحة واحدة فهي:

Do not, I repeat, do not, I repeat, do not overshare your life on social media. You will regret it as some point.
Stay safe, ladies and gentlemen.

The Penguin has left the building.
You can follow @PenguinEng.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: