باستثناء اقلية بسيطة (وإن كانت بالآلاف)، فإن الغالبية العظمى من العمالة الوافدة هم من ذوي الرواتب المتدنية، عالقون بين مطرقة الفقر وسندان العبودية المقننة.
ولدوا من غير ذنب لهم في أسر فقيرة، لا تملك قوت يومها، لم يحالفهم الحظ بالدراسة المهنية او الجامعية، كبروا في بيئة لا تهتم بطموحهم واحلامهم، وتم ايهامهم من تجار البشر بحياة افضل في الخليج، برواتب تعفف ابائهم وامهاتهم من العمل الشاق
دفعوا ما لهم واقترضوا ما يستطيعون للسفر والبحث عن لقمة العيش، وما ان وصلوا حتى اكتشفوا ان رواتبهم لن تكفي لسداد ديونهم ولن تسد حوائج اهلهم، وجدوا ان مساكنهم مكتظة، اعمالهم شاقة وخطرة، ورواتبهم غير مضمونة، حينها ادركوا تبخًر احلامهم
وعندما ينتشر الوباء، وكيف لا ينتشر في اماكن سكنهم المزدحمة، يتنمر البعض ويلقي اللوم على العمالة بأنهم ينشرون الوباء، وبأنهم يستنزفون مصادر وموارد الدولة، أو ينتقد اهتمام المنظمات الخيرية المهتمة بالعمالة، لأنها تهتم بمن فقد وظيفته منهم!
هؤلاء لم يسرقوا قوت احد، وفي نفس الوقت فليس هناك دليل بان المواطنين غير قادرين على اشغال هذه الوظائف، ولكن المواطن لن يقبل - وله الحق - ان يعيش في مثل ظروفهم، لا يقبل انسان بهذه الظروف الا من ليس له خيار آخر
العامل الوافد ليس المشكلة، المشكلة هي في صاحب الاعمال الجشع الذي ينتفع من ظروف العمال الصعبة واللا انسانية، المشكلة في قانون العمل الذي لا يضمن حدا ادنى للرواتب، المشكلة في تاجر البشر الذي يملىء محفظته من عرق جبين غيره
You can follow @M_Sharaf.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: