خرافة السر
(قانون الجذب وإطلاق الأماني)

[thread]

يزعمون أنهم استخرجوا سراً دفيناً من بين أعماق السنين…
الكتاب (السر) ومنهجية الطاقة والذبذبات وإطلاق الأماني، تشتمل على جملة من الإنحرافات العقدية والعملية، التي تستوجب التحذير منه وتبيان مابه من خرافات وأباطيل.
مثل:

• دعوة الكتاب لترك العمل، والإعراض عن تحصيل الأسباب المشروعة، والاتكال على الأماني والأحلام

فكل ماتريده يمكنك أن تحققه بتركيزك وتفكيرك المجرد.
• الإدعاء أن الإنسان يمتلك قدرات مطلقة، وإمكانات خارقة، وأن الإنسام يخلق الأحداث من حوله

وهذا مصادم لتوحيد الربوبية المتضمن أن الله وحده القادر على الهلق والإيجاد

ومصادم أيضاً للعقيدة الشرعية في القضاء والقدر، المتضمنة أن الله وحده يخلق أفعال العباد.
• الدعوة إلى عقيدة وحدة الوجود الباطلة، بالقول أن الإنسان هو الله في جسد مادي تعالى الله علواً كبيراً.

• الدعوة إلو التعلق بالكون رغبتاً وسؤالاً وطلباً، فإذا أردت شيئاً فتوجه بطلبك للكون والكون سيلبي طلبك ولا بد

قال ﷺ (وإذا سألت فاسأل الله)
• يقول الكتاب أن القدر يخضع لرغبة الإنسان — (إنَّا كل شيءٍ خلقناه بقدر)

وأن الأمور التي تحدث ليست مبنية على قدر سابق — (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير)
هذا السر الخطير يقول: دع عنك العمل، فالخير كله في الأماني.

أنت تستطيع التحكم في الكون عن طريق الأماني ، وأنت سيد أمانيك، فتمن وسيأتيك ماتريد.

إذا كان بصرك ضعيفاً دع نظارتك جانباً وردد: (أستطيع أن أرى بوضوح، إنني أرى الآن، إنني أرى الآن)

أنحلت المشكلة!
إنه لمن المؤلم أن يتم استغفالنا نحن المسلمون بهذه الصورة، وأشد إيلاماً أن نجد من بيننا من يصدق وينشر ويبشر،

ثم يعيد ترتيب الإسلام ليوافق تلك الملل والأفكار
حتى وإن حاولوا إلباس الخرافة لباس العلم عن طريق ترديد مصطلحات مثل (ذبذبات، ترددات، موجات، فيزياء كمية)

فليس ذلك بنافع الباطل على أن يقدم في طبق العلم!

فهل تصدق فعلاً أن ثمة موجات هومغناطيسية تبث من أدمغتنا بترددات وذبذبات فتستجلب مايناسبها مما "يبثه" الكون على نفس الموجة!!
• هل قانون الجذب مقتصر على الإنسان وحده أم الحيوان أيضاً؟

• ماذا يحدث إذا أراد أثنان جذب الشيء ذاته؟

• ما موقع الآخرة من هذا القنون؟ وهل يستطيع الإنسان جذب الجنة مثلاً؟

• إذا كان الـ لايف كوتش يشتكي من إستهزائنا بقوانينه، لماذا لا يجذبنا للإيمان بها؟
▫️الغلو في تعظيم الإنسان

يسعى (السر) سعياً محموماً في تعظيم ذات الإنسان، وتعظيم قدراته وإمكاناته، فهو يوسوس فيك كالشيطان أنك (سيد حياتك، والكون مسخّر لإطاعة أوامرك)

فإذا وصلت لهذا الحد من الإنتفاخ والتعاظم، أعطاك (السر) جرعة إضافية لنقلك لرتبة أعلى -رتبة الإنسان المعظم!-
إنه يريد رفعك إلى رتبة الربوبية -تعالى الله- بجوهر الكتاب وهو (القوة التي تحرك الكون تكمن بداخلك!)
▫️الخيانة العلمية لدور النشر

محاولة من المترجمين لتلطيف العبارات الشركية، والطعن في الذات الإلهية، وأسلمة المفاهيم؛ إنما هو من الخيانة العلمية الجمة.
▫️انحرافات الكتاب:

• "أي شيء نركز عليه فإننا نخلقه"

• "كل ماتحتاجه هو أنت، وقدرتك على التفكير في الأشياء لتجلبها إلى الوجود"

• "بشكل مطلق فإننا منبع الكون، وعندما نفهم هذه القدرة التي نمتلكها، فإننا نبدأ في صنع وتحقيق أي شيء! في نهاية الأمر، الوعي الموني يدير كل شيء"
▫️السر في إنكار القدر

إن من قواعد دين الإسلام، وأركان الإيمان، الإيمان بالقضاء والقدر

وهذا الإيمان على على أمور أربعة (يجب الإيمان بها):

• أن الله تام في علمه، وقد أحاط بعلمه كل شيء.
• أن الله قد كتب مقادير كل شيء إلى يوم القيامة — ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير﴾

• لا يقع شيء في هذا الوجود إلا بمشيئة الله سبحانه — ﴿وربك يخلق ما يشاء﴾
تقول النسخة الإنجليزية:

"لا يوجد لوح في السماء كتب الله عليه الهدف من وجودك"

إذاً الغرض من وجودك هو ما تقول أنه غرضك
▫️أسلمة (السر)

يحاول البعض إجراء تعديلات طفيفة على (السر) وإضافة نكهة إسلامية

كما يقول صلاح الراشد: "قانون الجذب لا يتنافى مع العقيدة الإسلامية والكتب السماوية"

ويقول أيضاً: "تصرف كأن الأمر خلاص تم، ارسلته للقدر أنتهى، تصرّف كأنك ساحر، ساحر حلال"
مستدلاً بحديث الرسول ﷺ (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)

الحديث يحث على عدم الشك بقدرة الله، وتمام ثقته بإمكانياته،

والراشد يعلق الإجابة بالإيمان بذاتك وقدراتك فقط.
﴿وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا﴾

سبب وقوع السيئة بالعبد إنما هو الذنب والمعصية، لا مجرد الفكرة والخاطرة.
قول النبي ﷺ (قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي لي فليظن بي مايشاء)

فأين قانونكم المغناطيسي في هذا كله؟ وهل معنى كون الله عند حسن ظن عبده أن مايستحضره في عقله يحصل له ضرورة؟

حسن الظن بالله من جنس التوكل والدعاء، لا علاقة لها بوجود رابط مغناطيسي أو قانون جذب.
قول النبي ﷺ (تفاءلوا بالخير تجدوه)

هذا من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة.
▫️السر الحقيقي في الإسلام

• عقيدة إيمانية تقوم بقلب المؤمن تدور على التوكل على الله، والثقة به سبحانه، وتفويض الأمر إليه، وحسن الظن به

• أخذ الأسباب التي جعلها الله أسباباً لتحصيل المطالب:

- أسباب شرعية: الدعاء، الطاعة، التوبة
- أسباب كونية قدرية: الأكل، الشرب، العمل
أنا الفقير إلى رب البريَّات
أنا المُسَيْكينُ فى مجموع حالاتي

أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي
والخير إن يأتنا من عنده ياتي

لا أستطيع لنفسى جلب منفعةٍ
ولا عن النفس لى دفع المضراتِ

وليس لي دونه مولى يدبرني
ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي

— ابن تيمية
إننا اليوم في أتم الغنى عن كل نظرية تدعونا إلى القعود والتواكل والإشتغال بالأماني والأحلام

فالعود للصدارة، وبناء المجد والحضارة، لا يكون إلا بالعمل وفق سنن الله في عمارة الأرض

وأشهد بالله أن (السر) وقانون الجذب ليس منها، وإنه كذب وخرافة.

— اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع
You can follow @AzizAlnahabi.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: