يوم ٨ يوليو ٢٠١٧ عرفت تفاصيل استشهاد أحمد المنسي قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة، واللي لفت انتباهي إنه استلم قيادة الكتيبة من الشهيد رامي حسنين. من اليوم دة وأنا مهتم بقراءة كل حاجة تقريباً عن منسي.. يمكن لأنه من الشرقية، محافظة والدي، ولكن بالتأكيد بسبب سيرته الحسنة اللي الكل بيشهد بيها
منسي خدم كملحق إداري في مكتب الدفاع في إسلام آباد في الفترة اللي كنت بأتردد فيها على إسلام آباد بسبب الشغل ومش عارف ليه لما شوفت صورته بعد استشهاده في٢٠١٧شعرت إني شوفته في مكان كان بيقعد فيه مجموعة من شباب الدبلوماسيين المصريين في إسلام آباد. أتمنى فعلاً يكون الشعور دة حصل بالفعل
المهم لما تم إعلان إن فيه مسلسل عن منسي، كنت متشوق أشوفه وفي نفس الوقت قلقان إن المسلسل يكون مستواه ضعيف. الحلقة الأولى كانت ممتازة وأثبتت إن المخرج بيتر ميمي بيقدم عمل بيحترم سيرة الشهيد منسي. رغم إن الحلقة الأولى مكانش فيها حوار كتير وبتعتمد على المزج ما بين الأرشيفي والتمثيل.
المستوى اللي ظهر به المسلسل في الحلقات الأولى نزل شوية في الحلقات اللي بعد كدة لأن كان فيه ضعف في الحوار اللي كتبه باهر دويدار. يعني مثلاً في مشاهد كانت طويلة والرتم فيها وقع. فيه حلقات كانت ممكن تدمج مع حلقات تانية ولكن طبعاً المط الرمضاني منع دة.
من المشاكل مثلاً في النص إن فيه جمل حوار كاملة عن "سينا الأرض الطاهرة" اتقالت زي ما هي على لسان أمير كرارة اللي بيقوم بدور منسي، وعلى لسان سالم اللي قام بدوره دياب وعلى لسان الشيخ حسان! فيه المشهد الطويل اللي شيخ من الأزهر راح الكتيبة وبدأ في محاضرة طويلة خدت جزء كبير من الحلقة!
لكن اللي كان بيشيل العمل الموسيقى لتامر كروان: أكتر من ممتازة. الإخراج لبيتر ميمي والتصوير لحسين عسر: مستوى رائع من الإجادة. مجموعة من الممثلين الممتازين ولكن طبعا مش من ضمنهم أحمد العوضي اللي قدم رد فعل واحد في كل المشاهد وكان عامل زي باب التلاجة قدام ضياء عبد الخالق وعابد عناني
أمير كرارة كان كويس ولكن أقل بكتير من كاريزما منسي اللي واضح من خلال الصور إنه كان إنسان دمه خفيف وحضوره طاغي وعنده حس إنساني.فيه صور له مربي شنب عجيب، تحس إنه كان عنده حس سخرية وهزار وصحوبية مع الكل. كل دة ما طلعش من أمير إلا بشكل محدود. الصور الأرشيفية لمنسي كانت شايلة الحتة دي
كل الممثلين اللي طلعوا ضيوف شرف كانوا ممتازين ما عدا ماجد المصري: اختيار غير موفق. إسلام حافظ اللي لعب دور أبو سعد الجنوبي كان أكثر من رائع. أحمد الرافعي كان عالي جدا (بصرف النظر عن التويست) ياسر عزت (سلمي) ودياب (سالم) ومحمود حافظ (سعد) وإنعام سالوسة قدموا مستوى عالي من الأداء.
بطل العامل هو الصور الأرشيفية للأحداث والمزج بين الدوكيومنتري والتصوير وصور منسي في الحقيقة ومقاطع الفيديو النادرة له.. كل دة مع الإخراج الشاطر لبيتر ميمي نقل المسلسل لمستوى أعلى من النص اللي كان فيه مشاكل كتير. الإنتاج المبهر والإمكانيات لعبت عامل حاسم في إن المسلسل يبقى ممتع.
كل دة كان تمهيد للحلقة ٢٨ اللي كانت أعلى من كل حلقات المسلسل بمراحل ومؤثرة جداً. السبب إن الحوار فيها محدود لأن الجنود الأبطال كانوا بيقاتلوا بشراسة دفاعاً عن كل واحد فيهم ودفاعاً عن عدم سقوط موقعهم لحد آخر طلقة معاهم. كانت فعلاً تستاهل تتسمى ملحمة البرث.
فيه تفاصيل مش موجودة، ممكن لأسباب درامية أو غير ذلك، زي هوية القناص اللي قتل الشهيد منسي، ولكن يبقى إن بيتر ميمي حاول بشكل كبير يعمل إعادة تجسيد لبطولات جنودنا الأبطال من خلال الاعتماد على الشهادات وعلى تصوير الدواعش اللي نزلوه بعد العملية واللي أظهر بطولة أسطورية للمجند علي علي.
وكان موفق جداً إن الحلقة ٢٨ تنتهي بدون تتر ولكن بصور الشهداء ونشيد دولا مين. نهاية تليق بحلقة بتحاول تعيد تجسيد بطولة عسكرية لضباط وجنود كانوا شجعان جداً بدون ما يكون فيه افتعال. مستوى الحلقة كان فعلاً شبه المستوى اللي بنشوفه في أعمال درامية غربية عن بطولات مجموعة من الجنود.
أنا في تقديري المسلسل مهم وبيفتح الباب لنقاشات واسعة وضرورية، وأتمنى إن النقاشات حول المسلسل أو المواضيع اللي بيطرحها تتم بشكل أكثر موضوعية وأقل عصبية وتوتر، خصوصاً وإن الشهيد منسي وكل الرجالة اللي معاه يستحقوا مننا إن ذكراهم تخلد باعتبارهم أبطال دافعوا عن أرضهم وأهلهم وناسهم.
You can follow @AhmedZaky.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: