حماتي كبيرة في السنّ، وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومنذ أن تزوجت وزوجتي في كل رمضان، تتصل على أمها بالهاتف لبعد المسافة قرابة الساعة 12 ليلاً، وتقرأ لها القرآن كلمة كلمة، وأمها تُردّد خلفها كلمة كلمة، حتى تُنهي معها جزءاً کاملاً، ويستغرق هذا الجهد من الوقت قُرابة الساعة والنصف .
وهذه حالهما بكل ليلة، وفي ختام التلاوة تَغمر الأم ابنتها بالدعوات التي ان تسمعها لا تتمنى إلا أن تكون أنت المدعو له بها
فإذا جاءت آخر ليلة من رمضان، تختم زوجتي وأمها القرآن كاملاً
فلا أستطيع أن أُحدّثك عن شدة تلك المشاعر الإيمانية، وذلك البكاء والفرح الذي لا تقوم له الدنيا بأسرها
لختمهما القرآن، وكأنك ترى معنى قول الله عز وجل يتمثل أمامك واقعاً حياً: ﴿قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾
أي وربي فبذلك فليفرحوا حق الفرح
-هل أتعجب من صبر البنت وإحسانها لأمها، كنوع فريد من البرّ ..؟
-أم من صبر الأم ومكابدتها
لتنال أجر تلاوة القرآن، بالرغم من أنها أُمية..؟
-أم من صبر الزوج وإكرامه لهما بوقته، وتشجيعه لزوجته على أن تبرّ بأمها بهذا الأسلوب..
-أم أتعجب من توفيق الله لهم جميعاً، في فعل مثل هذا الخير ، والمسارعة لعموم الطاعات، فالكثير منا يعرف طُرقها، ولكن القليل من يوفق للعمل بها.
You can follow @m_ve80l.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled: