1

إستجابة لطلب ( أخ عزيز) سأجيبُ على سؤالي..

لماذا ( تغيّرَ) مزاج شيعة العراق ، داخل العراق وخارجه، لماذا تحوّلَ من

لعن خامنئي وتمزيق صوره بالقنادر.. الى البكاء والحزن على المهندس وسليماني؟

2

أوّلاً ..

منذ أَنْ تعلّمتُ الكلام.. كنتُ أسمع الوالد رحمه الله.. إذا أراد أَنْ يشتم شخص

ويصفه بالجهل والسخافة .. كان يقول رحمه الله/ يحچي حچي جرايد!

ومنذ ذلك الوقت/ لا أقيمُ وزناً لكلّ ما يُقال في الإعلام.

3

معلوماتي عن (المزاج) الشيعي.. لا آخذها من الإعلام...

إنما من علاقاتي مع الناس داخل إيران والعراق ولبنان وخارجهم ..

الحزن والبكاء والغيظ والغضب على مقتل سليماني+المهندس..

في عموم الرأي العام الشيعي..

4

كذلك.. عّمّ الفرح في أوساط ( السنّة) في العراق والعالم العربي..

بمقتل سليماني + المهندس.

فلولا الخوف من المليشيات الشيعية المنتشرة في مناطق السنّة..

لرأيتَ الأفراح وتوزيع الحلويات أكثر مما حدث في إدلب.

5

لقد رجعَ الإصطفاف الطائفي ( سُنّي شيعي) فوراً بسبب مقتل سليماني.

وهذا الإصطفاف ( الشيعيالسني) هو أعظم مكسب لإيران..

إيران/ يزدهر وضعها في العراق ..إذا زاد المدّ الطائفي.

وإيران/ ينتهي نفوذها في العراق..إذا زاد المدّ الوطني العلماني.

6

إيران..عَمّ الحزن فيها.. فلا فرق بين شيعي وسني ومعارض للنظام الإيراني..

لأنّ سليماني عندهم ( رمز وطني وديني)..

ويكفي أن تشاهد عويل وبكاء آخر وزير خارجية لشاه إيران وهو زوج بنت شاه

إيران (زاهدي) وهو ابن رئيس وزراء إيران الذي أطاحَ بمصدّق

وهو الآن يحمل الجنسية السويسرية

7

( زاهدي) آخر وزير خارجية في زمن الشاه وزوج بنت الشاه..

ومن عائلة سياسية عريقة في إيران

ومن أشد أعداء الخميني وخامنئي والنظام الإيراني..

وهو مليونير ويحمل جنسية سويسرا

وهو في أواخر أيّام عمره...

مثل هكذا رجل/ أقام مناحة على سليماني واعتبره مثل كورش ورستم ووو الخ.

8

كذلك / ابن شاه إيران المقيم في أمريكا وكذلك والدته فرح..

لم ينطقوا بحرف واحد ( شماتة وفرحاً أو تأييداً) لمقتل سليماني..

بل صمتوا صمتَ القبور..

9

يمكن أَنْ نفهم موقف الإيرانيين .. الغاضب لمقتل سليماني..

ولكن / حزن وغضب شيعة العراق ..بحاجة ل(تحليل) هذه الظاهرة..

بعيداً عن ( تهريج) الإعلام المُضَلِّل..وبعيداً عن سخافات الذباب الالكتروني

المنتشر هذه الأيام والذي يدّعي الوطنية والعلمانية ..

فآنتظر ما نكتب..

10

الشخصية ( الشيعية العراقية) ، هي شخصية مُرَكّبة..ولها أكثر من بعد واحد.

كما ذكرنا ذلك سابقاً..

البعد الطائفي
البعد الوطني
البعد القومي

ف( الشيعي العراقي) هو مزيجٌ من / طائفي ووطني وقومي..في نفس الوقت.

11

أيّام الصراع العثماني الصفوي..كان العراق هو ( حلبة) الصراع بين الدولتين.

وكان العراقُ يوماً تحت الإحتلال العثماني ، ويوماً تحت الاحتلال الصفوي.

وكان ( السنّة) ذيول وعملاء للمُحتَلّ التركي العثماني.

و(الشيعة) كانوا ذيول وعملاء للمُحتَلّ الإيراني الصفوي.

12

إذا شَعَرَ ( شيعة) العراق بالأمن ..ابتعدوا عن إيران.

وإذا أحسّوا ب( الخوف) لجأوا الى إيران.

إذا أحسّوا ب(الأمن) إرتفَعَ عندهم منسوب /الوطنية والقومية.

وإذا أحسّوا ب( الخوف) ارتَفَعَ عندهم منسوب / الطائفية.

13

خطّان أحمران عند ( شيعة العراق).

التشيّع و العراق.

إذا ( استُهْدِفوا) لكونهم شيعة ..

وإذا ( استُهدِفَ) العراق.

14

أمران استراتيجيان حدثا.. سبّبا شعور الشيعة ب(الأمن).

القضاء على داعش( السنيّة).

وظهور محمد بن سلمان في السعودية الذي ( أسكَتَ) الأصوات / السنيّة

المعادية للشيعة.

هنا / شعرَ شيعة العراق ب(الأمن) فقلبوا على إيران وضربوا صور خامنئي

بالقنادر وأحرقوا قنصليات إيران

15

كلّ هؤلاء المتظاهرين ضدّ إيران في العراق..كلّهم بلا استثناء..

و 99% منهم شيعة..

كلّ المتظاهرين / ضدّ إيران و مع الحشد الشعبي!

يعني ضدّ إيران ومع إيران في نفس الوقت!

الحشد الشعبي هو ( صناعة إيرانية 100%).

فكيفَ ( نُفَسِّر) هذا الإنشطار في شخصية شيعة العراق؟

16

الحشد الشعبي هو جيش شيعي ضدّ ( الجيش السنّي) داعش.

والحشد الشعبي هو جيش شيعي أسّسته إيران من شباب الشيعة العراقيين.

و( المتظاهرون) الشيعة ضدّ إيران وضدّ حكومة العراق العميلة لإيران..

ولكنهم مع ( الجيش الإيراني الطائفي الشيعي) المعروف بِسْم/الحشد الشعبي!

17

امريكا وإسرائيل ..قرأوا المشهد العراقي بشكل منقوص.

عندما شاهدوا مظاهرات ( شيعة العراق) ضدّ إيران.. قالوا خلاص الشيعة

انقلبوا على إيران ..وآن الأوان لقتل / قاسم سليماني..فلا خوف من إيران.

لأنّ إيران ( لا شيء) من دون شيعة العراق..وها هم شيعة العراق انقلبوا ضدّ

إيران..

18

فقتلوا سليماني ..

وما علمَ ترمب ..إن قتل سليماني سيثير (خوف) الشيعة وسوف يرجعون مذعورين الى أحضان إيران..

وهذا ما حدث بالضبط.

مقتل سليماني هو (رسالة) أمريكية لشيعة العراق أنّ دوركم إنتهى وسوف يرجع

السنة الى حكم العراق.. هكذا فَهْمَ شيعة العراق مقتل سليماني.

19

الشيعة يرفضون الحكومة العميلة الفاسدة.

الشيعة ضدّ إيران وضدّ قاسم سليماني.

ولكن الشيعة مع الحشد الشعبي الذي أسـسه قاسم سليماني.

لماذا؟

لماذا بكى المرجع بشير النجفي بحرقة على سليماني

لماذا (تمرغل) محمدرضا السستاني على تابوت سليماني
لماذا بكوا بحرقة اكثر من خامنئي؟

20

الخلاصة/

الذي يكسر ظهر النظام الإيراني هم شيعة العراق.

والذي يجعل إيران قوّة عظمى هم شيعة العراق أيضا.

إذا آنقلَب شيعة العراق ضدّ خامنئي ..طاح حظّه.

وإذا وقفَ شيعة العراق وراء خامنئي..تسيّدَ على الشرق الأوسط كلّه.

21

إذا أردنا كسر ظهر خامنئي ..فعلينا (تحريض) شيعة العراق على الثورة.

وشيعة العراق (لن) يثوروا على إيران إِلَّا إذا شعروا ب(الأمان).

و(لن) يشعروا بالأمان ..إذا شعروا ب/

خطر مجيء حاكم سُنّي للعراق.

أو خطر تقسيم العراق.

22

فليظهر / زعيم وطني عراقي ( شيعي شيعي شيعي 100%) قويّ.

وأنا الضامن أنّ شيعة العراق (لن) يخضعوا لإيران بتاتاً.

خوّفوا شيعة العراق بأنّ حزب البعث سيعود او قائد سُنّي سيحكمكم

أو أن برزاني سيقسم العراق..وأنا الضامن لكم أنّ شيعة العراق سيستقبلون

حرس الثورة الإيراني بالورد.